Wednesday, 15 June 2011

شوقنا


لنا شوقٌ غريب عن هاتيك العقول
فلنا الباقي ولكم الذي يزول
وحبكم حبٌ لمخلوقٍ في غير خالقٍ
لزمنٍ وان كان عمراً، فلن ولا يطول
وحبنا خالدٌ لواحدٌ ما لغيره
...رب الدنا رب القلوبِ ربّ العقول
وكل حب لشيء هو من أجل قربهِ
ولكل أمرٍ بفعله الرضا ننول
فشتّان بينَ سعادةٍ الدنيا مولاتُها
وبين فرحٍ لرضا الحبيب عجول
وبين من غايتهُ متاعٍ لحظيّ ضائعٌ
وبين من رجاه لقاء الصحبِ والرسول :)

آلاء أبو داود
15-6-2011
00:09

Tuesday, 14 June 2011

كُن مسلماً


كُن عابداً:
لا تكُ لاهيا فما لهذا خُلقت! قال تعالى: "وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون" (الذاريات: 56)
كن فاعلاً
لا ترضى بأن تعيشَ على هامِشِ الحياة، فتعمير الدنيا أمانة حملكَ إياها الله ورسوله :) "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ".
 كُن عالِماً عارِفاً
إبحث في كل زاوية عن عِلمٍ جديد في أمور دينك ودنياك
حاول أن تعرف كل شيء عن كل شيء.. فالسعي للمعرفة معرفة بِحَدِّ ذاتها، تصقل من خلاله أساليب البحث لديك، وتقرر مرجعياتك وأهدافَك
لا تحرم نفسك من هذه المُتعة وهذا الأجر..واجعل نيتكَ خالصة لله :)

كُن قارئاً:
فأول الكلام الربّاني الطاهر المُنَزّلِ على حبيبنا (صلى الله عليه وسلم) كان "اقرأ". واجعل الكٌتٌبَ لك مكانا جميلا تقصده كل يوم، فالعلم الآتي من الكتب معلوم المصدر مرتب للأفكار، مذوت للمضامين مهذبٍ لخلق الصبر مفتحٌ للمدارك صاقل لمهارات البحث والتمعن.
كن داعيا في امور وعلوم الدنيا  والدين:
اسأل وتأكد ثم انشر ما جمعته  لمن حَولَك. ولا تستخف بأيما معلومة أو أمرٍ بمعروف أو نهي عن منكر..(نشرُ معلومة حول الدنيا أو الدين لمن هُم حَولك مثلاً)

كُن خَيّراً:
في كل فعلٍ لكَ خير، وفي كل نفس إفادة... فملقاكَ بابتسامك يشرحُ صدور العِباد، ونقاشك بأهمية مضامينه يلفت انتباههم ومالكُ على قلته أو كثرته فيه للسائل واليتيم وابن السبيل
اجعل حلمك للجميع... فأنتَ تعلم أنه ليسَ لكَ وحدك... إنما هو لله ورضاه.. ولذا..لكل أهل الأرض فيه نصيب

كُن..خيّراً نَيّراً عارفاً عاملاً عابداً...كُن مُسلماً !

Monday, 16 May 2011

حقّ لكَ إن انتحبت




أحيانا ...
قد تبكي على ما فقدت
 أمور قد فقدتها منذ زمنٍ بعيد...
ووقتها دمعة ما ذرفت
الآن والآن فقط
من فضلِ ربِّك قد أدركت
ان الله  من سعته ملّككَ 
وأنّك ضاع مِنكَ ما ملكت...
وأدركت حجم ما ملكت..

ما كانت في نفسكِ ذاكرةٌ
قبلاً، تحفظ ما علمت
حياتُ بيتٌ بمدخلين
كما دخلته قبلاً خرجت
والآن -والحمد لله-
من هذا الفراغِ قد تعبت
وحملتَ مستخلص الأيامِ
وكلَّ فِعلٍ قد صنعت
لتبني منه ذاكرةً
تُخلِّد في ذهنكَ من أردت
بعيداً عن اشتراكية الفكر
والحبّ المُكرهُ لمن كَرِهت
 وقد كان في الذاكرةِ فراغُ
لهُ ساكناً ما وجدت
 ضربت الفكرَ تبحث عنه..
فذهلتَ لهولِ ما رأيت
شلّتكَ البطولة التي كانت هنا...
والتقوى والأملَ...
والآن الآن قد فزعت
فزعت لشِدّةِ ما ظلمت..
والآن.. الآن فقط عرفت
أنه قد مات وذهب..
الآن...
حقَّ لكَ إن انتحبت..


 الاء أبو داود
الاثنين 
16-5-2011
16:49

Sunday, 15 May 2011

لأجلِكِ


لأجلِكِ... أمسكنا طفولتنا...
من ذيلِ كُلِّ الحكايا
طويناها بسمةُ بسمةً
برفقٍ كقميص العيدِ الجديد
وعطّرنا كل الثّنايا
غلّفناها... بِوَرقٍ وَرديٍ ناعِم..
وشريطٍ ابيضَ حريري
 -ذلك الذي كنا قد أعددناه من قبلُ..
لتزيين ورزمِ الهدايا-
ما عادَ للفراشِ مكانٌ
ولا للكُراتِ والدمى
ولا لحسنِ النّوايا
والغول الجاثمُ فوقَ أنفاس الربيع فيكِ
والمحتلّ لكل فضاء فكريٍ قريب
قد ملأ حروفَ الحكاية
فقد أضحى الرجال ضرورةً
وما عادَ في الزمانِ وقتٌ
لكل المراحلِ العمرية
والتسلسل
والنمو
والمراهقة المرهقة
ولا للمسار الممل المعروف
الواصل ببطء
بين البداية والنهاية
فالساعةُ تدور حولَ نفسها
- بطيئة انما تدور-
وتلكَ الثواني
 تظل تفاجئها المنايا

*****
إلا انني أذكرُ أننا لأجلكِ
رزمنا طفولتنا المعطرة
وبرفق أودعناها
في صندوقِ الصنوبر العتيق
ووعدناكِ
أننا سنعودُ لنصادقها
بعد أن يقتل الشاطر حسن الغول
وتنمو حباتً الفاصولياءِ أكثر
وبزواجٍ في بيتٍ سعيدٍ
وطِفلٍ...
أخيراً نبتدئ الرواية

آلاء أبو داود
الأحد 15-5-2011
الواحدة صباحا




Wednesday, 30 March 2011

أن تكونَ مُسلماً

أظهرت العديد من الدراسات ارتفاع نسب الانتحار على خلفية الاكتئاب  في المجتمعات الغربية، ومع أن النسبة في المجتمعات الاسلامية في ازدياد أيضا - ولا حول ولا قوة الا بالله- إلا أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن مثيلتها في المجتمعات الأخرى..
عند قراءة هذه الدراسةـ تداعت الى خاطري الكثير من الأمور التي يمكن ان تفسر هذا التفاوت الواضح في هذه الدراسة وعلاقة الاسلام بها.
فعندما تكونُ مسلماً حقاً... لا أعتقدُ أنه بامكانك أن تبتئسَ لوقتٍ طويل... رغمَ حجمِ المشكلة التي يمكن أن تواجهها
هذا بسبب عدة اعتبارات  هامّة لا يجوز أن تفوت النفس المؤمنة - وان فاتها ذلك في حين من الأحيان فحري بنا أن نذكرها بذلك-... أدرجُ هنا ما طالعني في وقتِ الكتابة من هذه الاعتبارات.. ولا شك لا شك، أنني فوتُّ الكثير مما يمكن للتأمل الطويل أن يعيده الى أذهاننا:

1. فلكي تكونَ مسلماً، عليكَ أولاً أن تؤمن بأن ما يحدث لا يحدث اعتباطيا أو عشوائيا، ولا تقرره الصدفة (التي لا نؤمن بوجودها أصلاً) ولا يسببه "الحظ السيئ" الذي تعتقد أنه "يطاردك" منذ ولادتك، بل كل ما يجري مُسيّرٌ بقضاء من الله وقدره، يُجريه لحكمةٍ ما, قد يدركها العقل وقد تخفى على النفس للامكانيات التخيلية المحدودة للانسان. 
2. في كل محنةٍ منحة، فاذا كانت ابتلاءً نرجو من الله الثواب على الصبر وان كانت بلاءً نرجو تخفيف الذنوب والآثام. 
3. ان المؤمن لن يقنط من رحمةِ الله فهذا أصلاً لا يجوز له شرعاً, فقد قال تعالى في كتابه العزيز: "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون". 
4. ان الحياة الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء" [رواه الترمذي وصححه]. فالانسان المسلمُ مكلفُ برسالةٍ أخروية، يهون معها كل شيء وحياته ما هي الا محطة للتزود.. على المؤمن فيها أن يعمر الدنيا لأجل الآخرة... فاذا لم تكن كل الدنيا أكثر من محطة.. ولم تكن تساوي عند الله جناح بعوضة... فكيف للمؤمن أن يبتئس بأيٍ من حوادثها؟
5. المسلم ليس وحيداُ في هذا المقام، فالمجتمع المسلم هو مجتمع يقوم على التكافل والتعاون..وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى" (صحيح البخاري 4/93 رقم 6011 كتاب الأدب ومسلم وغيرهما ) . اذاً فللمسلم بعد الله أخوةٌ بجانبه يعينونه على التعامل مع مشاكله.
6. لقد بيّن لنا هدي الرسول الحبيب كيفية التعامل مع الهم والكرب، فزودنا بأدعية عديدة بالاضافة الى قراءة القرآن والصلاة والصدقة.

لم أعدد كل هذه المبادئ لأنفي شرعية حزن الانسان المسلم، فهو مخلوق اجتماعي حساس ضعيف، قد تزلزله المصائب والنوائب... الا أن ما ذكرته كان لأبين أن هذا الحزن على شرعيته، تجده يتبدد سريعاً لدى المؤمنين، وان لم يتبدد لشدته، فانه بالتأكيد لن يؤدي الى وقف واعاقة لسير الحياة الفردية والاجتماعية لا بانتحار ولا باكتئاب أو ما شابه

آلاء أبو داود
الأربعاء
30-3-2011
18:20
جامعة حيفا


Monday, 14 March 2011

أبطالُنا لِأَبنائِنا- الإصطخري

في وقتٍ يكاد حسّ التواجد المكاني ينعدم لدى أغلبنا، للنقص في الكلام عنه في الطفولة والنشأة -رغم أهميته الضرورية وارتباطه الحتمي بالواقع الحالي والتاريخي للأمة - ولمحاولة المناهج المحلية والتدخلات الأجنبية تحييده، ارتأيتُ ادراجَ مقتطفات من سيرة لعالمٍ هو من أعلام الجغرافيا القديمة والتي أسست المنهج للجغرافيا الحديثة... وهو بطبيعة الأمر عالمٌ مسلمٌ.
- للاطلاعِ على السيرة الكاملة للعالم يُرجى زيارة موقع قصة الأسلام على الرابط التالي

الإصطخري عالم يسبق عصره


النشأة:
ولد الرحالةُ عالِمُ الأرضِ والجغرافيا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري (الذي يُعْرَفُ في بعض الأحيان باسم الكرخي) بمدينة إصطخر وهي مدينة برسيبوليس القديمة في بلاد فارس.
وقد عاش في القرن (الرابع الهجري - العاشر الميلادي)،  وتوفي بعد عام (340هـ / 951 م).


منهج الإصطخري - منهج العلماء الى يومنا هـذا:
الحق أن هذه الطريقة التي سار عليها "الإصطخري" هي ذات الطريقة التي ينتهجها العلماء المعاصرون في مثل هذا النوع من الدراسات؛ وهو ألا تقتصر الدراسات الجغرافية على الجوانب الطبيعية فقط، دون التفات إلى الأبعاد الاقتصادية والثقافية والسلالية وغيرها مما يخص البشر الذين يحيون في هذه البقعة من الأرض..



من إنجازات الإصطخري في علم الجغرافيا:
* يعد الإصطخري من أوائل العلماء الذين جمعوا بين الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السكانية في كتبهم، وإذا كان قد اقتصر في مؤلفيه على وصف العالم الإسلامي فقد قسَّمَهُ إلى عشرين إقليمًا، وكان يتحدث عن الإقليم لا بوصفه نطاقًا يضم عددًا من درجات خطوط العرض، ولكن بوصفه منطقة جغرافية واسعة، لها خصائصها الطبيعية والسكانية والثقافية والاقتصادية التي تُميِّزها.
* وقد تحدث في البداية عن الرُّبع المعمور من الأرض وأبعاده.. ثم تحدَّث عن البحار.. ثم بدأ بوصف جزيرة العرب والخليج العربي مع المحيط الهندي.. ثم السند والهند وأنهار سجستان.. ثم المغرب مع الأندلس وصقلية.. ومصر مع بلاد الشام وبحر الروم والجزيرة.. وإيران الجنوبية والوسطي والشمالية مع أرمينيا وأذربيجان وبحر الخزر (قزوين).. ومدن برطس في تخوم البحر المذكور وأعمالها وكورها وجبالها وأنهارها وعمائرها.. ثم يختم بحثه – أخيرًا - بوصف بلاد ما وراء النهر (التركستان).



Monday, 24 January 2011

في قرية البرتقال الحزين

في قرية البرتقال الحزين -التي يخلو سكانها من الأطفال  - يوجد جدارٌ ضخم يلتفًّ حولَ نفسه , بعلوِّ شجرة الخرّوب التي زُرٍعَت قبل أن يحزن البرتقالُ بكثير. في الناحية الغربية لهذا الجدار يوجد بابٌ يكاد يكون أضخم منه، عليه قفل صدئ ونقطة دمٍ كبيرةٍ واحدة.

عندما كانت تعلم أي امرأة بحملها في القرية... كان نواح نساء القرية يمتد من الصباح الى المساء في الفترة الأولى للحمل، ويعود في الشهر التاسع.. فهن يحاولن مواساة الأم التي ستفقد وليدها تماماً بعد ليلة واحدة من وضعه.
وكان الأمر المحيّر أنه في كل مرةٍ يُفقد فيها مولودٌ أخر كانت نقطة الدم الأزلية الراسخة في الباب تكبرُ قليلاً  وتعود النساء للنواح.

بعد عشرين سنةٍ أو أكثر بقليل من المحاولات الفاشلة لحماية الأطفال من الضياع، هرمَ سكان القرية وباتوا يخافون من أن تبيد القرية بكاملها أو تختفي بعد موت كل سكانها.
قرر سكان قرية البرتقال الحزين الاجتماع ومحاولة ايجاد حلٍّ محفز لولادة  طفل حتى لا يندثر خبر القرية... فاجتمعوا تحت احدى أشجار البرتقال التي قل محصولها منذ العشرين سنة الماضية , وبدأوا يطرحون اقتراحات مختلفة لحل المشكلة.
فقال أحدهم أنه بامكانهم تبني أطفال من القرى المجاورة وجلبهم للسكن في القرية وقال آخر انهم يمكن أن  وثالث ادعى أن الحل يكمن في..
"حان وقت كسر الباب" ..
ما ان تكلم أبو حسن حتى اعتلت الصدمة وجوه الجميع.. فهو صامتٌ منذ حزن البرتقال..
"نعم.. حان الوقت... بعد بضع سنين لن يبقى حتى شجر البرتقال ليروي الحكاية".
"لا بد ان للباب علاقة في اختفاء الاطفال"
بعد فترة من الصمت
"اذا ذهبنا جميعا  سنتمكن من كسر الباب ولن يُفقد أيٌ منّا"... صمّم أبو حسن.. مشتّتا كل مخاوف أهل القرية

وقف أبو حسن وبدأ المسير فتبعه شخص آخر فآخر حتى قام الجميع وبدأوا بالمشي نحو الجدار.
عندما اقتربوا لاحظوا أن بقعة الدم بدأت تكبر أكثر فأكثر..خافوا قليلا وحاولوا التراجع الا أن أبو حسن طمأنهم.

فُتحَ الباب ... وفوجئت جميع النساء بوجوه أطفالها الضاحكة تلعبُ حول جنّةٍ من أشجار البرتقال..
نظر أبو حسن طويلا فرأى تلكَ البشرة بلون القمح الأسمر وفجأةً فهم...
مذ غادرَ حسن -بعد أن ضربه والده ضربا مبرحا لعودته من مناوبته النهارية في عمله كمتسول ومعه 50 قرشاً فقط.. وقتها وقعت بقعة دمٍ من دم ألم حسن على باب المنزل-، وأخذ معه ضحكات البرتقال، رفض جميع الأطفال العيشَ في قفر القرية الحزينة وسط تعتيم أهلها على الحادث... وكانوا ليلة مولدهم يسمعون صوتا يناديهم... فيدخلون جنة البرتقال
والآن.. بقعة الدم التي على الباب أصبحت أكبر وامتدت لتبتلع الجُرمَ والمجرم.. ولم يبقَ في القرية الاّ الأطفال والبرتقال الذي ما عاد حزيناً وبقايا لحطام جدار

آلاء أبو داود
24 - 01- 2011 (17:19)
حيفا - الكرمل



Wednesday, 19 January 2011

أبطالُنا لِأَبنائِنا


قد أثبتت الأبحاث العلمية أن الأسلوب السردي للأطفال ينمي فيهم مهارات كثيرة لا يمكن استبدالها بأي وسيلة أخرى، إلا أن هذه الأبحاث قد أثبتت اضافة الى ذلك أن المضامين المنقولة عبر القصص للأطفال تتذوت وتترسخ فيهم بسلاسة، وتبني قيما وِفق نوع القصة
في الماضي اعتادت الجدات أن تروي قصص الشاطر حسن وأبو زيد الهلالي والطير الأخضر للأطفال، وبالرغم من أن هذا الاسلوب القصصي قد نمّا مهارات عديدة لدى هذه الأجيال لكن المضامين التي طرحت ضمن هذه الحكايا كانت تدور حول الحب، القتل، الوحوش والمال.
في واقعنا المعاصر، تولى التلفاز والحاسوب مهمة التربية ومحيت الهوية السردية والقصصية من بيوتنا وبالتالي من أطفالنا.
وفي ضوء هذا النقص الواضح في السرد والحوار غابت قصص البطولة عن أذهان الأطفال والكبار.

بما أننا امهاتٌ (وآباء) نطمح لترسيخ العقيدة الصحيحة والاعتزاز الاسلامي الواضح المعالم في نفوس الأجيال التي سنربيها باذن الله، ولأن وظيفتنا تربوية وتنموية على حد سواء، ولأن الأمومة رسالة فأنا أقترح أن نبدأ بدراسة قصص أبطالنا الاسلاميين على مر العصور والأزمان لنزرع في أنفسنا روح التفاؤل أولاً ، ولنعيد صياغتها بشكل طفولي ممتلئ بروح البطولة التي يعشقها الصغار ، حتى نغرس في الأجيال القادمة حب الدين والاسلام، والانتماء والاقتداء بالرموز الصحيحة... فما التقليد الأعمى الذي نراه اليوم سوى نتيجة حتمية لتغييب رموزنا الاسلامية الباعثة على الفخر والرافعة للهمة المقوية للعزم.

لنبدأ مشروع الأمومة الهادفة منذ الآن، وندعو الله أن يبارك لنا في أزواجنا وذرياتنا.
لنجعلها دائرة للعلم والمعرفة، دائرة بطولة، فرح وتفاؤل.


سأطرح اسماء للبحث الذاتي قد تكون مجهولة لنا، ولنحاول افادة بعضنا البعض بهذه المعلومات, ولنحاول الانتقاء وجلب المعلومات الدقيقة

يوسف ابن تشفين، طارق ابن زياد، موسى ابن نصير، ألب أرسلان، عماد الدين زنكي، نور الدين محمود، صلاح الدين الأيوبي , عبد الرحمن الناصر، ماء العينين بن محمد بن فاضل، العز بن عبد السلام....
والبقية تأتي

موقع موصى به : www.islamstory.com

انتظر ردودكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آلاء

Wednesday, 5 January 2011

القراءة الاسلامية النقدية



لا شك ان القراءة هي أحدى اللبنات الأساسية الداعمة للشخصية المثقفة الفذة الملمة بواقع العصر.
وهي كذلك أمر واجب وليست عائدة الى الاختيار الشخصي، أو كما يحلو للبعض ان يدعوها: هواية. فالقراءة هي التي تضمن عمق التفكير وتكوينه من طبقات ومستويات مختلفة، وهي التي تساعد على الإحاطة بواقع ما يدور في كافة الأنحاء والأرجاء على صعيد الأخبار اليومية، التحليلات المختلفة وتطور العلوم الانسانية والطبيعية على حد سواء, والذي هو أمر واجب للبشر عامة ولأمة إقرأ خاصة.

والقراءة السليمة هي تلك التي تتنوع مصادرها ومجالات اهتماماتها، فلا يصح مثلا التركيز على مجال واحد أو مجالين واهمال البقية لكون هذا الأمر يتنافى وأحد أهداف القراءة ألا وهو الالمام بجميع شؤون الحياة.
ولا يصح كذلك الاكتفاء بقراءة الصحف وقراءة الانترنت السريعة، فهي وان مكنتنا من معرفة أمور كثيرة الا أنها قراءة سطحية تمنع الشخص من التفكير العميق المتعدد المستويات، فهي قراءة سريعة غير متطلبة، ولا تلزم العقل على امعان التفكير، بل تلقنه المعلومات بالطريقة البنكية النمطية، فهي اذا قراءة مكمّلة، ولا تصح أن تكون نمطا للقراءة الرئيسية

ومع وجوب التنوع، الذي يقضي بأهمية التعرض لنوعيات الكتابات المختلفة المنطلقة من أسس ايمانية وعقائدية متباينة، ومع كون الكتاب اداةً معرفية غير محايدة تطرح المضمون من وجهة نظر كاتبه وفقا لعقيدته الحياتية والمعرفية،يُطرح السؤال، ما هو مدى التنوع الذي سنسمح  لأنفسنا به بحيث يحقق النظرة الواسعة بدون أن يخل بأسس تفكيرنا الإسلامي السليم وبدون أن يعرضنا لفتن فكرية قد لا نقوى على مقاومتها..

هناك فئتين، الفئة الأولى تقول بوجوب القراءة المتنوعة وتؤمن بقدرة الانسان على القراءة النقدية الواعية وبالتالي اجتناب الوقوع في الفتن، فهي تظن باستقلالية عقل الانسان وقوة ملاحظته، وتلغي امكانيات الإغراء الخارجة عن ارادته، بل تظن بوجود كل الأمور تحت سيطرة الشخص، وهي بذلك تنفي الاختلافات الشخصية بين الأفراد، وتلغي مفهوم قوة التحمل والجلد، كما وتنفي أصلا امكانية تبطين أفكار مسمومة معينة بشكل غير مباشر بحيث لا تمكن وقوع مواجهة مباشرة بين فكر الشخص وهذا المعتقد، انما يتقبله كجزء من غلاف حلو آخر.
 
أما الفئة الأخرى فتؤمن بضرورة اجتناب قراءة كتب لكتاب غير اسلاميين  ولو حوت علماً كثيرا وذلك من باب "درء المفاسد مقدم على جلب المنافع"، فهي تظن ان ارادة الانسان ضعيفة تماما وهو يسير وفقَ هواه خاصة في حالة وجود بيئة أو محفزات داعمة، ولذلك، فهي تطالب بمحاولة تنقية هذه البيئة من كل الشوائب. (والذي هو أمر شبه خيالي في عصر العولمة والاتصال)

وكما هو مفهوم طبعا، فإن هنالك درجات مختلفة واقعة بين الرأيين وهي التي تأخذ بشيء من هنا وشيء من هنالك...
وهي التي تفيد أن الانسان مخلوق ذو ارادة قوية، تكبر وتتحصن بزيادة الايمان وهو لذلك أهل ٌ للقراءة الواعية النقدية التي تمكنه من الاستفادة من علوم وتجارب البشر جميعا اسلاميين وغير اسلاميين على حد سواء بعد وضع كل الأمور العقائدية أو الأفكار المخالفة للعقيدة والشريعة جانبا.
ولكنها كذلك تؤمن بأن  بعض الكتاب الشيطانيين ،المتقنين لبليغ الكلام وحلو الحديث، والذين قد جعلوا محاربة الإسلام في سلم أولوياتهم، قد انتجوا كتبا فاسدةً، ان قيسَ الخير فيها لم يوازِ شرّها.
وبما أن الايمان في القلب يزيد وينقص، قد تكون قراءة كتاب كهذا في حالة ايمانية ضعيفة، سببا للوقوع في الفتن، فحصن النفس والعقل الايمان، وان نقص، خيف على النفس من الهوى.

كيف يمكن اذاً ان نصنف الكتب وفق منافعها ومفاسدها، وكيف لنا أن نقَّيمَ المصلحة الناتجة منها؟
على المسلم أن يكون قارئا واعيا ناقداً، فقراءة كتاب تستدعي أولاُ معرفة سيرة حياة كاتبه واتجاهاته الفكرية فبالاضافة الى كون هذه المعرفة تمكننا من التحليل الواعي لكلامه على صعيد علمي، تمنحنا أيضا الفرصة لفهم عقيدته وبالتالي تخاذ القرار الصحيح الذي يمكننا من تكوين ذاتٍ قارئة عالمة مثقفة غير متقوقعة على نفسها، وغير مغيّرةٍ لعقائدها ومبادئها.

فالقراءة المتنوعة اذا ممكنة وواجبة بشرط أن تكون نقدية واعية مقارِنةً، وليست قراءة استهلاكية بحتةً تستوعب وتتبنى كل ما تقرأ، انما تنتقي بحكمة تلك الأمور التي يمكن أن تعم بالفائدة على الأمة عامةً وعلى الشخص خاصةً، وتتجنب (بواسطة معرفة قوية بالذات وبحالاتها الايمانية) أي مواقع للفساد يمكن أن تزيغ الأبصار والألباب.
فليس الذكاء في العزوف عن أمور قد تجلب الخير على صعيد أممي، انما الذكاء في الانتقاء الواعي.
ولله در الشاعر اذ قال:
خذوا من الغربي خير علومه * وذروا قبيح خلائق وطباعِ

Wednesday, 13 October 2010

الفرح بين التفرد والانصهار

الفرح, ضرب من ضروب الأحاسيس التي تراود الانسان والمشاعر التي تخالجه. وعلى الرغم من كون المجتمع قد اتفق عفويا على تعريف وتحديد للاسباب التي تؤدي الى مثل هذا الشعور والتي تتضمن امورا كثيرة تختلف باختلاف معايير الشخص كالنجاح والزواج والعطاء وما الى ذلك من أسباب, الا انني لا أظن ان اسلوب التعبير عن هذا الفرح يجب أن يكون وفقا لمسلّمات مجتمعية أو حتى عالمية, بل هو أمر خاضع للتصور الذاتي للشخص, ومفهومه الذي كونه عن الفرح.

فمشاعر الانسان عامة والفرح خاصة تتأثر أسبابها وطريقة التماهي معها بمعتقدات هذا الانسان ومبادئه...

فمن حيث الأسباب, بينما يفرح شخص غير ملتزم بفوزه في اليانصيب, ترى ان هذا الفوز يسبب مقتا عند من يتمسك بالدين الاسلامي لكون هذا الامر يندرج تحت المحرمات... ولكنك ترى ذات الشخص يفرح اذا فاز برحلة لاداء مناسك العمرة في الوقت الذي قد لا يعني الامر فيه شيئا للشخص الأول.

اما من حيث طريقة "اخراج الفرح الى حيز التنفيذ", فنرى تفاوتا واضحا... وتعود هذه الفروق البيّنةُ الى عدة عوامل اساسية... ويمكن تقسيم هذه العوامل لفئتين عامتين تندرج تحت كل منها أسباب عديدة.
أما الفئتين فهما:
1) عوامل فردية… وتحتها تندرج أسباب شتى كالعامل الديني والشخصي والاقتصادي والنفسي

2) عوامل مجتمعية... وهي الأمور التي تنتج غالبا عن رغبة واعية أو لا واعية في محاكاة المجتمع والتماهي مع التيار الأقوى للحفاظ على قبول الآخرين...
وهذا النوع من العوامل هو منتوج للتربية التي وان اختلفت تفاصيلها فهي تملك نفس الخطوط والقواعد العامة.
فمثلا المعظم يربط الفرح (وفرح الزفاف خاصة) بالغناء... ولذلك كل حفل زفاف خالٍ من الغناء هو بمثابة فشل ومحفز لظهور العديد من علامات الاستفهام حول الشخص وتاريخ كآبته الشخصي..

المشكلة في الموضوع, انه وفقا لقانون العولمة وتوحيد الرغبات والمشاعر وأساليب التفكير, فإنَّ أيَّ اختلاف في كيفية التعبير عن الذات كفيل بوضع صاحبه في إطار الشواذ والمتمردين وهو بالتالي أهلٌ لتلقي اللوم والعتاب..
أو في اطار المعتلين نفسيا وبالتالي فهو عرضة لتلقي كل أنواع التعازي والشفقة المباشرة والغير مباشرة..


حتى الآن، أعجز عن استيعاب هذا التصنيف وهذا الافتراض المسبق غير المعلن بوجوب توحيد المشاعر الانسانية، في الوقت الذي يحترم فيه اختلاف العقيدة –علنيا على الأقل، وفي الحالات التي يكون فيها الاحترام موجها لعقيدة الوثنيين أو غير المؤمنين ويزول حالما تصبح الحرية المطروحة هي حرية انسان قرر اتباع الدين الاسلامي مثلا- ويعتبر حرية من الحريات المشروعة والمطلوبة.
أهذه القضية هي مجرد تفرع ثانوي لقضية الكيل بمكيالين والتي يمارسها الجميع على نطاقات أممية وشخصية على حد سواء والتي تنبع اما من مصالح مشتركة أو من قلة وعي وادراك ومن مفهوم القطيع الواحد.

قد يبدو الأمر للوهلة الأولى سطحيا وغير مهم في خضم كل ما يحدث من انتهاكات لحقوق الانسان، الا انه وفي تصوري الخاص فهذه الأمور الانسانية والأسئلة "المفهومة ضمنا" والبديهيات هي ما تقوم عليه كل علوم التربية والاجتماع والتي من شأنها اذا صلحت أن تعين البشر على رسم مسارات حياتية صحيحة ونافعة.. وأن تزيل كل تقليد أعمى حتى في أبسط الأمور لتصل الى أكثرها تعقيدا وتركيبا.