Sunday, 28 June 2009

المثل الأول : عصفور بالايد ولا عشرة ع الشجرة


الهدف من المثل الأول:
يهدف المثل لايهامنا بضرورة الاكتفاء بالامور السهلة المنال ووضع حد للأحلام وللطموح لغايات ربما تكون صعبة، الا أنها أبدا غير مستحيلة.
القيمة المراوغة : القناعة كنز لا يفنى

يخلط المثل بين الأحلام الممكنة والمرغوبة وبين العيش في عالم الخيال، بل ويحاول أن يوهم أن هدفه هو ايصال أهمية التفكير العملي والواقعي ووجوب ازالة التخيلات التي لن تقودنا لأي مكان بل وستضيع ما نملكه الان (عصفورنا) : سواء كان هذا على الصعيد الاجتماعي، الاقتصادي أو حتى الروحي

كما ويستعمل القيمة المراوغة : القناعة كنز لا يفنى. والتي هي صحيحة لذاتها خاطئة في هذا السياق
فالقناعة هي أحد أمرين : اما الرضى بالموجود المحتم والذي من غير الممكن تغييره
أو الرضا بالموجود لحين امتلاك المنشود
والقناعة لا تفيد بعدم الطموح أو حرمة الأحلام، انما تنص على أن الصبو للأفضل لا يجب أن يكون من منطلق الطمع والجشع وانما من منطلق الفطرة التي فطرنا عليها مولانا عز وجل الا وهي ابتغاء الحَسَن ومن ثم الأحسن
ان كان ذلك : ماديا ، انسانيا والاهم من ذلك كله التدرج والصبو لوصول أعلى درجات الايمان....
أفينطبق على المسلم الذي يبغي زيادة ايمانه وتقوية صلته بالمولى والسمو بنفسه...أينطبق على مثل هذا، المثل الركيك الخالي من اي مضمون هادف وواعي؟
طبعا لا! بل من المفروض على الانسان المسلم العمل والبحث عن السبل الأفضل والأمثل للتقدم الذاتي والمجتمعي ووضع الكسل الذي يتغنى به هذا المثل جانبا.
أن أسلافنا من الصحابة رضوان الله عليهم وسلفنا الصالح لم يفتحوا بلاد المشرق والمغرب ولم ينشروا دين الاسلام في العالم بأسره بمثل هذه الترهات الضعيفة التركيب والفحوى
وما المانع أن نصبو لأمور جديدة ونحافظ على ما نملك في الوقت ذاته (بشرط أن يكون ما نملك حسنا ويستحق الحفظ والصون)
لذلك كله وأكثر، يجب علينا الحفاظ على "العصفور" الذي نملكه بالحيلة وحسن التدبير، والصبو بعد ذلك لكل مخلوق على تلك الشجرة

جعل الله "عصافير " الكون كلها ملكا لكم ان شاء الله

تصحيح أمثال

فكرة أوحى لي بها صديق ومعلم عزيز
......

في حياتنا اليومية نتداول الكثير من الأمثال، شعبية كانت أو فصيحة رسمية.
وقد تجد في مكتباتنا الكثير الكثير من الكتب التي تشرح تاريخ تلك الأمثال وسبب وقصة وجودها (مع شح القارئين)
الا أننا نفتقر للانتقائية في ما نصدقه منها أو فيما نتخذه من بينها كقيمة حياتية نسير وفقها

والغريب والمغضب في هذه المفاهيم وفي من روج لها أنها تتكئ دوما على قيمة جميلة ومسلّمة من المسلمات تدعمها لقربهما اللغوي حتى يصعب على العين الغير متعمقة والتي لا تسبر غور ما تعطى ، يصعب على تلك العين وسواها أن تميز البعد والشرخ القائم بين كلا المفهومين، المثل البالي والقيمة الصحيحة التي تستعمل للمراوغة والتضليل

واني أرى أن بعضا من تلك المفاهيم قد حان وقت رميها جانبا، أو قل على الأقل صقلها لتتماشى مع حضارتنا الاسلامية وتعاليم القرآن الربانية والمنطق الانساني السليم والواعي، وعلينا دحض تلك المفاهيم التي تهمش من امكانياتنا أو من قدراتنا العقلية ومن امكانية انتاجنا، بل وتحولنا لمستهلكين : كلاميا واقتصاديا.
واليوم بإذن الله سنبدأ مسيرتنا لتصحيح المفهاميم وصقلها لمفاهيم ثورية تتناسب وهمتنا وتتماشى وعزيمتنا المباركة ان شاء الله