السياحة هي مفهموم ذو أبعاد ومستويات مختلفة للتفسير، الا انه قد جُعل سطحيا واضحا وذو اتجاه واحد.
حصرت دلالاته -بمساعدة التذويت اللا واعي لمبادئ العولمة الرأسمالية - في معاني الترفيه المستهلك وغير الفعال، وانقطاع مطلق عن التفكير والتحليل والانتاج الفاعل.
المشكلة الواضحة والاساسية وفق تصوري هي رؤيتنا المخطوءة للترفيه على انه يجب ان يكون خاملا متلقيا وكسولا حتى يكتمل، واننا لا نرى في العطاء والاكتشاف جمالا وحلاوة بامكانها ان تكون ذلك الترفيه المنشود، بل ننظر للعطاء للنفس وللقضية على انه عبء يثقلنا طوال العام، ولا يعقل ان نحمله ايضا الى أوقات واماكن راحتنا.
واني أدهش فعلا من قدرتنا على الاستمتاع بحالة من الركود الانساني فيه نتخلى عن نعمة العقل والبصيرة ونكتفي بارضاء غرائزنا الاولية بعيدا عن "منغصات فكرية غير لازمة".
انّى لنا ان نرضى ان ينسل الزمن منا في غير فعل يخدم الدين والقضية والنفس بشكل عام؟
كما وتذهلني رغبتنا الجارفة (والمنطقية) في التعرف على الدول المحيطة والبعيده ونحن لا نعلم كنه تضاريس بلادنا وتاريخها (الحقيقي طبعا لا المزور).
ولا تسيئوا فهمي أخوتي، فأنا لا اتكلم من منطلق المثالية، انما من منطلق انتقاد الذات طمعا في اصلاحٍ ان شاء الله.
نحنُ نسكن أرض فلسطين التي تتعرض منذ النكبة بل وقبل ذلك لمحاولات حثيثة لطمس معالمها وهويتها الدينية والعربية، ان كان بتديلها بمعالم الدول الأوروبية (عن طريق التحريش مثلا) وان كان بنسب المعالم التي صعب اخفاؤها أو تبديلها لبني يهود ولكيانهم الصهيوني.
بالمقابل، يجري فصل واضح لجيل الطفولة والشباب الفلسطيني في داخل الكيان الصهيوني عن معاني الانتماء للارض والمعالم... عن طريق المحاصرة الجغرافية للمدن والقرى العربية وعدم توفير الظروف البيئية الملائمة وبذلك زرع المقت للمكان والزمان في نفوس الفلسطينيين.
اسباب اهتمام الصهاينة بمشروع طمس الهوية المكانية كثيرة.... ولكن أهمها محو ذكريات الماضي ومنع تكون ذكريات مستقبلية تعزز الانتماء للمكان والانتماء والذات....
"المكان من وجهة نظر نفسـ ـ ثقافية هو ليس الطبيعة الجغرافية والبيئية التي نعيش فيها، وهو ليس مجرد معطيات طبيعية مجردة يمكن تدوينها على شكل معلومات، بقدر ما هو صور ومعاني ذهنية يعيشها الإنسان. هذه الصور تنمو وتتطور من خلال العلاقه التي تربط الإنسان بمكانه، وتسمّى (الهوية المكانية)
حصرت دلالاته -بمساعدة التذويت اللا واعي لمبادئ العولمة الرأسمالية - في معاني الترفيه المستهلك وغير الفعال، وانقطاع مطلق عن التفكير والتحليل والانتاج الفاعل.
المشكلة الواضحة والاساسية وفق تصوري هي رؤيتنا المخطوءة للترفيه على انه يجب ان يكون خاملا متلقيا وكسولا حتى يكتمل، واننا لا نرى في العطاء والاكتشاف جمالا وحلاوة بامكانها ان تكون ذلك الترفيه المنشود، بل ننظر للعطاء للنفس وللقضية على انه عبء يثقلنا طوال العام، ولا يعقل ان نحمله ايضا الى أوقات واماكن راحتنا.
واني أدهش فعلا من قدرتنا على الاستمتاع بحالة من الركود الانساني فيه نتخلى عن نعمة العقل والبصيرة ونكتفي بارضاء غرائزنا الاولية بعيدا عن "منغصات فكرية غير لازمة".
انّى لنا ان نرضى ان ينسل الزمن منا في غير فعل يخدم الدين والقضية والنفس بشكل عام؟
كما وتذهلني رغبتنا الجارفة (والمنطقية) في التعرف على الدول المحيطة والبعيده ونحن لا نعلم كنه تضاريس بلادنا وتاريخها (الحقيقي طبعا لا المزور).
ولا تسيئوا فهمي أخوتي، فأنا لا اتكلم من منطلق المثالية، انما من منطلق انتقاد الذات طمعا في اصلاحٍ ان شاء الله.
نحنُ نسكن أرض فلسطين التي تتعرض منذ النكبة بل وقبل ذلك لمحاولات حثيثة لطمس معالمها وهويتها الدينية والعربية، ان كان بتديلها بمعالم الدول الأوروبية (عن طريق التحريش مثلا) وان كان بنسب المعالم التي صعب اخفاؤها أو تبديلها لبني يهود ولكيانهم الصهيوني.
بالمقابل، يجري فصل واضح لجيل الطفولة والشباب الفلسطيني في داخل الكيان الصهيوني عن معاني الانتماء للارض والمعالم... عن طريق المحاصرة الجغرافية للمدن والقرى العربية وعدم توفير الظروف البيئية الملائمة وبذلك زرع المقت للمكان والزمان في نفوس الفلسطينيين.
اسباب اهتمام الصهاينة بمشروع طمس الهوية المكانية كثيرة.... ولكن أهمها محو ذكريات الماضي ومنع تكون ذكريات مستقبلية تعزز الانتماء للمكان والانتماء والذات....
"المكان من وجهة نظر نفسـ ـ ثقافية هو ليس الطبيعة الجغرافية والبيئية التي نعيش فيها، وهو ليس مجرد معطيات طبيعية مجردة يمكن تدوينها على شكل معلومات، بقدر ما هو صور ومعاني ذهنية يعيشها الإنسان. هذه الصور تنمو وتتطور من خلال العلاقه التي تربط الإنسان بمكانه، وتسمّى (الهوية المكانية)
أحد علماء الاجتماع جورج ميد قال: (هناك في الخارج لا توجد أشجار ولا جبال. ما يوجد في الخارج هو فقط الموجود في داخل وعينا). بهذا أراد ميد أن يقول: إننا نرى ونتعامل مع المكان من خلال تعريفنا وتعريفاتنا له. المكان الموصوف بشكل سيء ومحبط هو المكان الذي يفرض ذاته علينا فيصبح سلطويًا واعتباطيًا. والواقع ذاته اذا وُصف بطريقة ايجابية ومرنة يصبح أكثر لينًا وسهولة للتعامل، وأحيانًا يصبح أجمل" (عوني كريم، حاسة المكان وفوضى التشرد)
لهذا... ولأننا نعلم تمام المعرفة ان النصر لا يكون بالتمني انما بدراسة الواقع الواعية والتخطيط والبرمجة على أساسها... والتوكل على الله تعالى بعد ذلك وقبله....فقد قال تعالى : "ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" ... أرى أن واجبنا الديني والوطني يحتم علينا أن نهتم بتنظيم جولات عائلية وعلى مستوى الجماعات والمؤسسات أيضا الى نواحي بلادنا المختلفة، على أن تتضمن هذه الجولات شرحا وافيا وتاما من أصحاب المعرفة عن تاريخ المناطق وتاريخ أهلها، وعن المشاكل التي تواجهها اثر الاحتلال الصهيوني لهذه الأرض...فعلم التضاريس يوفر الامكانية بالاحاطة بالمداخل والمخارج... واستبيان مشاكلنا تعيننا على ايجاد حلول لها وعلى تعزيز ثقتنا بنفسنا وقضيتنا.... والله ولي التوفيق.
وفقنا الله واياكم الى ما فيه خير لهذه الامة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته