Sunday, 10 May 2009

عودة من نفسي لنفسي


"أينكِ"... قال...
أبحث عنك في سراديب نفسك فلا أجد سوى الطلاسم.. وبضع أشياء كرهتيها.
أفتقدك في نفسك... وأفتقد نفسي فيك...
رائحة الليمون والبرتقال اختفت... ولم يبقى الا العوسج السجين يجرح أناملي كلما حاولت لمس طيف ضحكة قد ولت فيك ومنك..
صديقي... ألقوني عن حفة الهاوية, بحثت عن سنديانة أتمسك بجذعها أو زيتونة أعانق ساقها... الا أني لم أجد سوى ساق لجورية أعدمت... أمسكته فقطع وريد الحرية في كفي...
وبحثت عن شفتيك طويلا لتلثم جراحي... فما وجدت الا شظايا نفسك ونفسي تزيد من كلومي.
خبروني, أن الجبل الواقف في عينيك ليحميني قد هرب... وأن ثورة الأحمر في شرايينك قد خمدت.... فأغروني بالفرار.

قال: لا يا أرجوحة الياسمين, النعنع في زاوية "حاكورتنا" قد أمد جسدي بالمؤن... والشعور اني لم اعد زادي لسفر طويل بعد ذهاب الروح, جعلني أتمسك لحظيا بدار الفناء... علني أعيد ولادة نفسي مجددا في جسد أخر... يكفل جريان عملي الصالح...

قلت: رموني في متاهات مفرطة البياض حتى العمى... ظنوا أني سأنسى... وكدت أنسى... الا أن العبرات والمطر أعادوا تذكيري بعدم التوفيق وسر عدم الرضا ....

كادت حكايتي تطمس...
باعوني حكاية جديدة.... لم أرتح لها... لم أعرف السبب وقتها...
الا انني الآن أعلم... : لم تكن تلك حكايتي