ليس كل ما في من حولي يعجبني، ولا يحتم المنطق السليم علي ذلك
فالشخص يستنكر بعض الأمور في ذاته، فكيف بالأحرى في غيره؟
المشكلة ليست في عدم استحسان بعض الأمور والظن أنها نواقص، المشكلة تكمن في امكانية تحويل الموضوع من أمر عادي الى مشكلة تتعلق بالكِبْر وبطلب الكمال من الآخرين وعدم الالتفات الى النواقص الذاتية
شعرتُ اليوم بالإهانة والعجز
الاهانة لذلك الاحساس الفظيع بالمذلة
والعجز النابع من عدم قدرتي على التقبل وعدم قدرتي على التغيير في ذاتي أو في ذلك المستهزئ من كل الأمور
قد لا أكون أنا ومن حوللي عنوان الكمال، كما لن يكون أي شخص آخر... الا أن الأمر الذي لا يراودني أي شك فيه
هو ذلك الفخر بكوني أنتمي لمن أنتمي اليهم، وبكوني أنتمي لفكري
بكوني غير مصيرية، أبحث عن أخطائي بأناملي وأظافري محاولة ايجادها وتصحيحها بغض النظر عن عقدة الكمال في ذاتي...الكمال الذي أطلبه من نفسي لا من غيري
جُعِلْتُ اليومَ أشعرُ أنني مجرد فراغ بين ذرة هواء وأخرى... لا أكثر ولا أقل
شعور امتص كل امكانية لرأب الصدع وتصغير الشرخ الذي يتزايد عرضه وعمقه يوما بعدَ آخر
الشرخ.... له طرفان اثنان... على كل طرف تقريب المسافة قدرَ الامكان فالجهد من شق واحد لن يجدي أبدا
والفوة البركانية القائمة.... لن تزول الا بزوال الحواف أو بمحو تلك النرجسية التي تسيطر على الوضع الراهن