Wednesday, 24 June 2009

كلام عام

المكان: حفل يخرج جيلا عامّا آخر

وقفت هناك أنتظر... كخيط في نقشة فلسطينية وسط رتابة الكلام المكرر
كلامنا بات كالأساطير التي يُحذف زمانها ومكانها بغية أن تُجعَلَ ملائمة لكل موضع ولكل أساس من أسس الصرف والنحو... مختصرة بذلك الحاجة لابداع جديد كل فينة وأخرى.
كلام يركز على لوم الظروف
-ينجح بأن يدخل أحيانا مجموعة من الضمائر الغائبة فقط لاضفاء بعض المصداقية على الخطاب الممجوج-
مزيلا بذلك كل مسؤولية ذاتية للتعامل مع النقص المجتمعي بدلا من مهاجمته
وفي خضم كل تلك المعمعة الرتيبة البليدة المُعادة فاجأني (رغم صعوبة حدوث المفاجآت) استفهام ملح

مع التكرارية المميتة للأحداث البادئة منذ أزل الذاكرة كان يجب أن نشهد على الأقل تسلسلا منطقيا ومنهجية مؤدية لهدف معين, فكيف
استطعنا تجنب احدى البديهيات المتفق عليها بتلك السهولة والسلاسة؟!!

الشعر والنثر والقصص الوروايات باتت تستعمل نفس الكلمات والمصطلحات الشعرية والزمنية والشاعرية
أصبحنا نحب ونأكل ونشرب وننتقد (لن أقول نمدح أو نشجع...فذلك شباك غير موجود أساسا) بالطريقة ذاتها
عيادات الأطباء المختلفين تشعرك أنك وسط حوانيت لشبكة طبية لماركة مشهورة, المعلمون والمهندسون والمحامون وحتى أصحاب المهن لهم ذات القيم المهنية والعملية
... هندسة المكان هي ذاتها في نفس المؤسسات وزوايا البيوت طوت في داخلها أي أسلوب شخصي أو طابع ذاتي...
والمسيرة التعليمية والمهنية والشخصية لأي أنسان هي شريط معاد لم ينقح بعد
امضينا دهورا عامة... وأظن أننا نحتاج الآن لبعض الخصخصة لتعيننا على تشكيل هوياتنا المتفردة والاستثنائية وسط عولمة الكلام والمنطق
وكل عام وأنتم خواص

No comments:

Post a Comment