Monday, 13 July 2009

مطرٌ في غير وقته


"لماذا تحاولين فرَ رأيكِ علي" ؟ يقول أخي، ويصدمني النضج الواضح في كلماته ومشاعره

أنظرُهُ، وأرى المستقبل... لماذا هو، فهنالك آخر؟

لأنه هو من استطعتُ أن أرسمُ في ذاته بعض الحروف الصحيحة مسبوقة بمحاولات خربشية كثيرة زينت بياضه

أحب اليوم خرابيشي فيه أكثر من كلماتي المنمقة التي استطعتُ أن القنه اياها.

أنظره وأرى تجربة أمومة، أفرح حينا وأخاف أحيانا

يدهشني ذلك الشموخ في عيونه، ويعذبني في نفسي ايجاد المبررات دوما للبحث عن نقاط الضعف...

هل هكذا سأكون، مستهلكة أطلب دوما من طفلي أن يكون كاملا والكمال لله وحده؟

ربما لستُ أنا، ربما ضغوط خارجية، تجبرني (ولا أعطي لنفسي هنا مبررا) على الطلب المتواصل منه

أليسَ هذا ما يفعله الجميع؟ نطلب ونطلب حتى نغفل عن أنه يلبي مطالبنا بالفعل؟ ننسى الانتباه الى تلك التفاصيل الصغيرة، فنحن لا نعجَبُ الا بالأعراس الضاجة المضجة، وبثوب الزفاف البراق بغض النظر عن خيوطه الخفية

أخاف أن أمنع طفلتي أن تكونَ ذاتي، أ, قليلا من ذاتي أو ذات أي ناضج في بيئتي، فأنا أعطي لنفسي الحق كأم أن أحكم على أن كل ما هو موجود غير مطلوب!!


أسأربيه على العيبِ؟ وعلى حُرمةِ الأسئلة وفسقِ النقاش، لأنني لا أريد أن يحاصرني سؤال من أسئلته في وجود آخَر، فأخجل منه ومن ذاتي وأوبخ نفسي في صراخي عليه؟

أسأكون ازدواجية، بل قل ثلاثية أو متعددة أساليب التربية؟ أسلوب في بيتي وآخر في بيت العائلة وآخر في المحلات العامة، واحد عند فرحي وآخر عند استيائي؟


أليست كل أسئلتي محاولة للسيطرة والتخطيط ومنع العفوية؟


متى على استخدام الفطرة، ومتى علي أن أسيرها وفق قواعدَ واضحة حتى لو كانت تتنافى مع راحتي الشخصية أو فطرتي؟


أسئلة راودتني مذ أمسكتُ أول دمية وحضنتها..... الوقت مبكر؟ ربما، ولكن أسئلتي السنون تراوغ، وذاتي الأمومية تحتاج لطمأنة وصقل...


رزقني الله واياكم ذرية صالحة ان شاءَ الله

No comments:

Post a Comment