موضوع مشاكل الاتصال هو موضوع جديد نسبيا في العالم وأكثر حداثة في الجامعات العبرية..... أما في نظام التعليم العالي العربي فهو غير موجود أبدا, ليس لانعدام الاحتياج له, بل للا مبالاة الموجودة والسائدة والتي ولدت بدورها لا مبالاة لدينا وعدم اهتمام حتى لانتقادها...
على كل حال, ليس هذا هو بيت القصيد
يدرَّس الموضوع في الجامعات العبرية ويتضمن شقين أساسيين- بالاضافة لأمور اخرى كثيرة-:
اللغوي (حول تطور واكتساب اللغة لدى الأطفال, قواعد اللغة العبرية, صورها وطريقة تهجئتها........)
والجسدي (تركيب الجسم, تركيب القنوات السمعية, مشاكلها وارتباطها في مشاكل الاتصال.......)
في هذا القسم في جامعة حيفا, في السنة الأولى , يدرس 53 طالبا, منهم 10 طلاب عرب..... بحساب بسيط ينتج أن نسبة الطلاب العرب يقارب ال 19% , بينما تقارب نسبة المواضيع التي تخاطب المجموعة العربية 0%
الحاصل على الشهادة في هذا الموضوع يكون مؤهلا لمعالجة والتعامل مع مشاكل النطق, اللغة, السمع, وأمور أخرى كثيرة ...
لهذا, عليه أن يكون ملما بقواعد اللغة التي سيعالج بها وعلى أساسها -من بين مواضيع متعددة- ... وافتراضي الاساسي أن معالجة اتصال عربية ستتعامل مع الوسط العربي وبالتالي ستحتاج لمعرفة شاملة باللغة العربية, الا أنها وعوضا عن تلقي الأدوات المناسبة الموجهة لهذا المجال, ترزح تحت ضغط برنامج مليء مخصص للغة العبرية, بدون ترك أي مجال زمني لمحاضرات اختيارية في مجال تخصصات اللغة العربية
السبب في عدم تخصيص محاضرات خاصة بوسطنا في موضوع تخصصي لهذه الدرجة يمكن أن يعود للعنصرية المؤسساتية الموجودة دوما والتي تتعامل باهمال واستخفاف وعولمة تافهة مع خصوصية الوسط العربي و أو قد يكون مرده ببساطة لكون أي اكاديمي عربي قريب من هذا المجال لم يعبر عن هذا الاحتياج أو لم يقدم بديلا
الغريب في الأمر, انه ورغم تخرج عدة أجيال في جامعة حيفا, وأكثر في جامعة تل أبيب, الا أن أي احد من الخريجين , لم يطلب أو يعترض أو حتى يتساءل عن التناقض الصارخ البعيد بعدا تاما عن الموضوعية الأكاديمية في تعليم ما لن نحتاجه, وعدم تعليم ما نحتاجه بشدة
هل السبب ناتج من مفهوم استخفافنا بذاتنا وبخصوصيتنا , هل هو استخفاف بالوسط الذي سنتعامل معه (والذي لن نكون مؤهلين لاعطائه المشورة التامة بسبب نقص المعرفة وعدم ملاءمتها لاحتياجاته) , أم هو مجرد خوف من التعرض للاضهاد والاستهزاء من النظام والمؤسسة على حد سواء؟ هل لأننا نثق ثقة تامة أننا لن نتجه للأبحاث, وسنعمل كما اعتاد معظمنا بطريقة روتينية غير معقدة استهلاكية بدون اضافة تذكر للمجال وللوسط, وبالتالي أي معرفة سطحية ستكفينا ولن نحتاج للتعمق في أصول الأمور؟
أم هو مجرد ايمان بحتمية الأشياء, وبأخذ كل أمر على أنه مسلّم به.... واعتقادنا العميق بأنه : "هذا هو الموجود... والمؤسسة الأكاديمية العبرية تجود من الموجود"
بغض النظر عن الدافع, الأصل, والماهية.... اعتقد أنه قد آن الأوان لكي نأخذ أنفسنا بجدية أكثر, ولمحاولة ايجاد آليات لمعارضة الموضوع واجبار المؤسسة الأكاديمية العبرية على التعامل معنا بقدر أكبر من الوضوح والتقدير !
ودمتم سالمين
fantastic, I agree with all what you say..
ReplyDeleteI think, you must Publish this IDEA.
You are the first one who can make the first step.. start and I will Support you
GOOD LUCK
IDRES Sameeha
أشكرك عزيزتي :)
ReplyDeleteأثق تماما بأنك ستكونين من أول الداعمين والناصحين والناقدين نقدا بناءً :)
في رعاية الله
السلام عليكم:)
ReplyDeleteعدت والعود أحمد
أثرت نقطة جدّ مهمة، بوركت على نقدك البناء(شو أخبارك إسا وين انت؟)
طمنينا
:)
السلام عليكم :)
ReplyDeleteأشكرك على متابعتك الدائمة لمدونتي بلسم :)
(أنا الحمد لله بخير, انت اللي وين؟ شو عاملة اسا وشو صار مع التعليم, بريدي الالكتروني ala2osh.sh@gmail.com بفضل نتراسل هناك, ابعتيلي عنوانك البريدي :) وخبريني بجديدك ماشي؟ )
في رعاية الله